Friday 30 November 2007

التشكيك فى مقتل الدره





أعلن قادة جمعيات ومنظمات يهودية سياسية ، أنهم سيستمرون في الضغط على محطة إخبارية فرنسية لإعادة البث الكامل لشريط فيديو أثار جدلا وبه لقطات لمقتل الطفل الشهيد محمد الدرة أثناء انتفاضة الأقصى الثانية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 سنوات.

وقالت اللجنة الأمريكية اليهودية "إيه جي سي"، الناشطة في مجال الدفاع عن سياسات إسرائيل في الولايات المتحدة وحشد التأييد لها ومقرها الرئيسي في نيويورك - في بيان بثته للصحفيين - إن محطة "فرانس دو" التي تملكها فرنسا قد عرضت نسخة مختصرة من فيديو مقتل الشهيد الدرة ، وإن الفيلم الحقيقي به لقطات تبرئ قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وكان الطفل الفلسطيني محمد الدرة قد لقي مصرعه في الأيام الأولى لانتفاضة الأقصى الثانية عندما قام جنود إسرائيليون بإطلاق النار عليه هو ووالده جمال الدرة بشكل متواصل طوال حوالي 45 دقيقة ، وهو ما جعل من الطفل رمزا للانتفاضة الثانية.

لكن العديد من النشطاء المؤيدين لإسرائيل حاولوا الترويج منذ ذلك الحين إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يكن مسئولا عن مقتل الدرة ، كما نظموا حملات مستمرة منذ ذلك الحين لمهاجمة القناة الفرنسية التي بثت الشريط ، والمطالبة بإقالة المصور.

وعلق ديفيد هاريس المدير التنفيذي في اللجنة الأمريكية اليهودية والناشط البارز ، قائلا : "لسنوات تمت إثارة أسئلة حول دقة التغطية الإعلامية في غزة عموما ، وتمت إثارة أسئلة محددة في قضية محمد الدرة كما تم بثها على قناة فرانس دو.. بعض الذين شاهدوا النسخة غير المعدلة والتي لم تبثها القناة قالوا إن الفيلم احتوى على أخطاء كبيرة".

ويقول يهود الولايات المتحدة ، إن إفراج التليفزيون الفرنسي عن اللقطات المزعومة التي بحوزته ، سيكون من شأنها تبرئة ساحة قوات الاحتلال الإسرائيلي من حادث مقتل الصبي الفلسطيني.

وطالبت المنظمة أن تقوم المحطة الفرنسية بعرض 45 دقيقة من الفيلم الخام للحادث. وكانت المحطة قد قدمت 18 دقيقة من الفيلم وهو ما اعتبرته كافيا ، غير أن نشطاء اليهود في العالم يطالبوا الحكومة الفرنسية بالتدخل من أجل إنهاء القضية وعرض الفيلم كاملا أملا في عثورهم على ما يبرئ ساحة جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وقال هاريس : "من أجل كشف الحقيقة فقط حول هذه القصة الهامة ، نطالب القاضية لورانس تربيوك التي ترأس هذه القضية أن تتأكد من أن قناة فرانس دو ستقدم الفيلم كاملا في المحكمة".

ويحتج اليهود أن حادث اغتيال الدرة "تم استخدامه في تأجيج (مشاعر) العالم العربي ، ومازال يستخدم حتى يومنا هذا لتحفيز الكراهية والحرب الأيديولوجية ، بل والعنف"، وأنه تم تقديمه في الجامعات "للتدليل على أن إسرائيل هي أسوء منتهك لحقوق الإنسان في العالم".

وكانت منظمة "تضامنوا معنا" ، وهي منظمة يهودية أمريكية أخرى تنشط في الأوساط الطلابية بشكل خاص ، قد دعت في سبتمبر الماضي إلى حملة إرسال خطابات إلى الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزى بشأن محاكمة أحد الناشطين بسبب اتهامه القناة الفرنسية الثانية بتزوير مشهد اغتيال الدرة ، مدعيا أن الدرة لم يتم قتله على أيدي الإسرائيليين.

وقد تجددت القضية حينما تمت محاكمة الناشط المتعاطف مع إسرائيل كارسنتي بسبب اتهامه القناة بتزوير الحادث واختلاق وتزوير حادث مقتل الدرة على أيدي الإسرائيليين في 30 سبتمبر عام 2000.

حيث يزعم كارسنتي أن وسائل الإعلام الفرنسية قامت بتضليل الرأي العام العالمي بارتكابها خطأ بث شريط مزور يظهر اغتيال الصبي الفلسطيني ، الذي أصبح رمزا للانتفاضة الثانية ، وأثار موجة غضب عارمة اجتاحت العالم الإسلامي.

وزعم كارسنتي أن قتل الدرة تسبب في مقتل الصحفي الأمريكي دانيال بيرل ، الذي عمل في جريدة "وول ستريت جورنال" ، كنوع من أنواع الانتقام ، وأن قاتلي الصحفي قاموا بوضع صورة الدرة في فيديو يصور مقتل بيرل.

يذكر أن فيلم مقتل الدرة يعتبره نشطاء إسرائيل في أمريكا واحد من أكبر الضربات الإعلامية التي تلقتها الدولة العبرية على الإطلاق في تاريخ احتلالها الأراضي العربية ، ويسعون بحماس الآن لتغييرها ورفعها من السجلات التاريخية الدولية.

وعقب هذه الهزيمة الإعلامية جاء خبر مقتل ناشطة السلام الأمريكية ريتشل كوري تحت عجلات حافلة أمريكية الصنع كانت تحاول هدم منازل فلسطينية.

  

No comments: